أَعْضَاءَ أُسْرَةِ جُودٍ وعُمَلَائِهَا الْكِرَامِ.. سَلَاَمُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ
مَا الْقِرَاءَةُ؟
وَمَا الْكِتَابُ بِالنِّسْبَةِ لَكُمْ؟
مُحِبُّو الْقِرَاءةِ يَرَوْنَ فِي الْكُتُبِ عَالَمًا لَا مَثِيلَ لَهُ، وَيَعِيشُونَ بَيْنَ أَوْرَاقِهَا حَيَاةً مُفْعَمَةً بِالْجَمَالِ وَالرَّفَاهِيَةِ.. بَلْ وَيَتَّخِذُونَ مِنْهَا مَلجَأً عِنْدَ الضِّيقِ وَالْحُزْنِ.
وَأَمَّا الصِّنْفُ الْآخَرُ مِنَ النَّاسِ فَهُمْ يَرَوْنَ مِنَ الْكُتُبِ شَيْئًا مُرَوِّعًا، وَيَصِفُونَ حَامِلَهَا بِأَنَّهُ مِنْ أَكْثَرِ الشَّخْصِيَّاتِ عَقَدًا وَتَكَبُّرًا.. بَلْ مِنْهُمْ مَنْ يَنْفُرُ مِنَ الْكُتُبِ وَأَصْحَابِ الْكُتُبِ وَكَأَنَّهُ قِطْعَةُ مِغْنَاطِيسٍ تَنْفرُ مِنْ قُطْبِهَا الْآخَرِ.
وَنَحْنُ الْيَوْمَ نُخَاطِبُ هَذِهِ الْفِئَةَ بِالْأَخَصِّ وَنُقَدِّمُ الْوَجْهَ الْآخَرَ لِلْقِرَاءةِ.. فَهَلْ تَعْلَمُ عَزِيزِي الْقَارِئَ أَنَّهُ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تَجْعَلَ مَنْ هَذِهِ اللَّحْظَاتِ لَحْظَاتٍ جَمِيلَةً لَا تُنْسَى؟ بَلْ وَتَجْعَلُ مِنْهَا مُتَنَفَّسًا لِكُلِّ ضَغْطٍ وَألَمٍ وَمَلَلٍ.. فَقَطْ خَطْوَاتٌ صَغِيرَةٌ تُمَكِّنُكَ مِنْ صِنَاعَةِ لَحْظَاتٍ كَبِيرَةٍ مَلِيئةٍ بِالْفَائِدَةِ وَالرَّاحَةِ.
أَوَّلًا: وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ لَا بُدَّ أَنْ تَتَّجِهَ لِلْكُتُبِ الَّتِي تَحْتَوِي عَلَى مَوَاضِيعَ تُهِمُّكَ وَتُثِيرُ شَغَفَكَ، فَلَا تَفْرِضْ عَلَى نَفْسِكَ كُتَبًا لَا تَمِيلُ لِمُحْتَوَاهَا حَتَّى لَا تَشْعُرَ بِالْكَلَلِ وَالْمَلَلِ.
ثَانِيًا: لَا تَقْرَأْ كِتَابًا إِلَّا إِذَا كُنْتَ فِي مِزَاجٍ جَيِّدِ! فَالْمِزَاجُ الْجَيِّدُ هُوَ الْمِفْتَاحُ السِّحرِيُّ الَّذِي يَجْعَلُكَ تَسْتَأْنِسُ بِهَذَا الْأَمْرِ وَتَفْرَحُ بِهِ، أَمَّا إِذَا كُنْتَ فِي مِزَاجٍ غَيْرِ جَيّدٍ أَجِّلْ الْقِرَاءةَ لِوَقْتٍ آخَرٍ.
ثَالِثًا: اِخْتَرِ الْبِيئَةَ الْمُنَاسِبَةَ وهَيِّئ لَكَ الْمَكَانَ الْمُنَاسِبَ، أَيْ اِبْتَعِدْ عَنِ الضَّوْضَاءِ وَالْأَمَاكِنِ الْمُزْعِجَةِ فَهَذَا قَدْ يُسَبِّبُ عَدَمَ الْفَهْمِ الْجَيِّدِ وَكُرْهَ الْمَادَّةِ الَّتِي تَحْمِلُهَا بَيْنَ يَدَيْكَ.
رَابِعًا: اشْرَبْ قَهْوَتَكَ أَوْ مَشْرُوبَكَ الْمُفَضَّلَ حَتَّى تَسْتَمْتِعَ أَكْثَرَ. فَرَبْطُ الْقِرَاءةِ بأحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَى قَلْبِكَ يُشْعِلُ الشَّغَفَ بِدَاخِلِكَ.
خَامسًا: حَدِّدْ لِنَفْسِكَ الْمَدَارَ الَّذِي يُنَاسِبُكَ، فَالْكَمِّيَاتُ الْكَبِيرَةُ قَدْ تُزْعِجُكَ وَتُنَفِّرُكَ، وَإِنَّ كُنْتَ مِنْ مُحِبِّي التَّدْوِينِ وَالتَّخْطِيطِ فَدَوِّنْ أَهمَّ الْأَفْكَارِ الرَّئِيسِيَّةِ أَوِ الْعِبَارَاتِ الَّتِي لَامَسَتْ قَلْبَكَ وَاِقْرَأْهَا بَيْنَ حِينٍ وَآخَرٍ.
وَأَخِيرًا.. إِنْ كَانَتْ لَدَيْكَ أيَّةُ مُقْتَرَحَاتٍ أَوْ كِتَابَاتٍ تَسْعَى إِلَى نَشْرِهَا وَالْاِطِّلَاعِ عَلَيْهَا مِنْ خِلَالِ مَوْقِعِ جُودٍ الْإلِكْتُرونِيِّ، فَمَا عَلَيْكَ سِوَى التَّوَاصُلِ عَبْرَ الْبَريدِ الْإلِكْترُونِيِّ:
دُمْتُم بِخَيْرٍ وَدَامَتْ أَوْقَاتُكُمْ مَلِيئةً بِالْفَرَحِ وَالْمُتْعَةِ.